• الموقع : موقع سماحة العلامة السيد محمد علي الحسيني .
        • القسم الرئيسي : النشاطات العامة .
              • القسم الفرعي : مقالات وأبحاث .
                    • الموضوع : تسميات دينية لمشاريع تجارية .

تسميات دينية لمشاريع تجارية

تسميات دينية لمشاريع تجارية


 


خلال الأعوام الماضية، عمد التجار و أصحاب رٶوس الأموال من أتباع  الديانات السماوية الثلاثة  ( اليهودية و المسيحية و الإسلامية )اتخاذ تسميات ذات ايحاء وطابع أو خلفية دينية لمٶسساتهم وشركاتهم ومدارسهم ومستشفياتهم ومطاعمهم الخ..، نظير"على سبيل المثال لا الحصر"، مستشفى راحيل اليهودية و مستشفى مريم المسيحية و مستشفى الرسول الاعظم الاسلامي، والذي يبدو واضحا وجليا هو أن معظم المسميات في اغلب الأحيان لاتنطبق على المسمى!.
إستخدام التسميات الدينية على مشاريع وأنشطة تجارية بحتة، تعمد إلى جذب عطف الناس واللعب على مشاعرهم وإستعطافها بما يحقق الربح والفائدة المرجوة من وراءها، بل إن استغلال الدين  لأغراض وأهداف دنيوية لاعلاقة لها بالدين، مرفوض من قبل الديانات الثلاثة وإن المصلح الديني"مارتن لوثر"، قد وضع النقاط على الحروف بهذا السياق عندما قال وهو يعلق على صكوك الغفران التي کانت الکنيسة قبل عصر النهضة الأوروبية تقوم ببيعه للناس:
" هذا كله كذب وافتراء، الدين لا يشترى بالفلوس أو الجنة ليست لمن يدفع أكثر لبابا روما وبطانته الذين لا يشبعون من المال. الجنة هي للمؤمنين الحقيقيين الذين يخشون الله ويعملون صالحا ويرأفون بالفقراء ولا يبتزونهم ويسرقون اموالهم".
و بإلقاء نظرة على التاريخ وإستنطاق أحداثه، تبين لنا أيضا حقائق وشواهد أخرى بشأن موضوع المتاجرة بالدين لمصالح دنيوية، وإنه وعندما کان رٶساء الکهنة والصيارفة وباعة الحمام والأغنام يمارسون أعمال البيع والشراء وکانوا يدفعون نسبة مئوية عن کل مايباع و يشترى في ساحة الهيکل، فإن عيسى"ع"، قد تصدى لهذا الأمر بقوة واستشاط غضبا وهو يقول:
"لأن بيتي هو بيت الصلاة يدعى وأنتم جعلتموه مغارة لصوص"، و واضح جدا بأن عيسى"ع"، قد رفض بقوة استخدام و استغلال الدين لأغراض و أهداف لاعلاقة لها بالدين.
أما في الإسلام، فإن هناك آيات کثيرة ترفض الإتجار بالدين وتنهي عنه ومنها:
(ولا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا ..)
 (إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا أولئك لا خلاق لهم في الاخره ولا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب اليم)
(فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون)
أما الرسول الاکرم"ص"، فقد قال في الحديث الشريف في قوله عزوجل(وعلم ادم الاسماء کلها)، (قال علمه منها أسامي ألف حرفة من الحرف، قال يا آدم قل لولدك إن لم تصبروا عن الدنيا ،فاطلبوها بهذه الحرف ولا تطلبوها بالدين )، ولاغرو من أن قصد و مرمى النبي"ص" من حديثه الشريف هذا واضح جدا وليس بحاجة للشرح و التوضيح، کما أن الآيات الکريمة التي أوردناها آنفا، هي أيضا حدية وقطعية في مجال عدم السماح باستغلال وتوظيف الدين لأغراض لاعلاقة لها بالدين،قال تعالى :(الله أذن لكم أم على الله تفترون ) ولهذا فإن على التجار وذوي المصالح أن يسعوا لعدم استغلال الدين کواجهة من أجل الانتفاع والربح على حساب الناس والدين.
لکل إنسان کامل الحرية في إطلاق أية تسمية على أي مشروع أو نشاط تجاري أو عملي ولکن بعيدا عن التسميات أو الإيحاءات الدينية لکي لايتم التغرير بالناس واستعطافهم من وراء ذلك.
*العلامة السيد محمد علي الحسيني

 


  • المصدر : http://www.mohamadelhusseini.com/subject.php?id=120
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 05 / 11
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28