• الموقع : موقع سماحة العلامة السيد محمد علي الحسيني .
        • القسم الرئيسي : النشاطات العامة .
              • القسم الفرعي : مقالات وأبحاث .
                    • الموضوع : رؤيتنا بالصحابي والخليفة علي بن ابي طالب .

رؤيتنا بالصحابي والخليفة علي بن ابي طالب

رؤيتنا بالصحابي والخليفة علي بن ابي طالب



إن رؤيتنا  العقدية الأولى  للصحابة الذين هاجروا ونصروا وصاحبوا رسول الإسلام الحبيب المصطفى، بأن لهم كل احترام وتقدير وهم أصحاب فضل، ومنهم خليفة المسلمين وإمامهم وابن عم الرسول وصهره علي بن ابي طالب.
لايمکن أن يکون الحديث عن شخصية مثل شخصية الخليفة الإمام  علي بن أبي طالب(ع) کأي حديث آخر، لأنه حديث ذو شجون ويتخذ أبعادا وآفاقا عديدة بحيث يمکن الاستطراد فيه إلى أبعد حد، وکيف لا وهو الذي جمع من الخصال والصفات و المناقب مالايعد ولايحصى ناهيك عن الکثير من الآيات التي أنزلت بحقه و کذلك الأحاديث الشريفة التي قالها سيدنا ونبينا محمد"ص" أيضا بحقه، ولذلك فإن خوض غمار الحديث عنه بقدر مايطيب للمرء بقدر ما ينتابه شعور بالرهبة لأنه ليس بذلك الرجل العادي الذي يمکن لأي کان الحديث عنه.

هذا الرجل الذي يعد مفخرة للتاريخ الإسلامي، شهد في حياته العديد من الأمور والقضايا والأحداث الجسام وبقدر ماکان فارسا شجاعا هماما في سوح الوغى، فإنه کان أيضا رجل علم وفکر و دين وعدل ودولة من طراز فريد من نوعه، وإلقاء نظرة على مراحل حياته تبين بکل وضوح عظمة شأنه ورفعة مکانته والتکوين الفريد من نوعه لشخصيته التي حار فيها الفلاسفة و المفکرون و أبدوا إعجابهم الشديد بها.
المميز في الإمام علي ولاسيما عند مراجعة مراحل حياته هو علاقاته القوية والطيبة مع اخوانه من صحابة الرسول الاکرم"ص"، ولئن کان هناك من يسعى للتأکيد على عکس ذلك فإن الکثير من  الأدلة والوقائع التاريخية تفند وتدحض رأيه، خصوصا فيما يتعلق بالخلفاء الراشدين، ويکفي أن نورد ماقد جاء على لسانه عند وفاة الخليفة أبو بکر الصديق، حيث قال:( رحمك الله يا أبا بكر، كنت إلف رسول الله كنت إلفه، كان يحبك كثيرا ـ وأنسه وثقته وموضع سره، وأخلصهم إيمانا، وأشدهم يقينا، وأخوفهم لله، وأعظمهم غناء في دين الله، وأحوطهم على رسول الله، وأثبتهم على الإسلام، وأيمنهم على أصحابه، وأحسنهم صحبة، وأكثرهم مناقب، وأفضلهم سوابق، وأرفعهم درجة، وأقربهم وسيلة، وأشبههم برسول الله ص سننا وهديا، ورحمة وفضلا، وأشرفهم منزلة، وأكرمهم عليه، وأوثقهم عنده، فجزاك الله عن الإسلام وعن رسوله خيرا، كنت عنده بمنزلة السمع والبصر)، أما ماقاله الخليفة عمر بن الخطاب في الإمام علي، فهي الأخرى تٶکد قوة العلاقة التي کانت تربط بينهما نظير:"لاأبقاني الله لمعضلة ليس لها أبا الحسن" أو"لولا علي لهلك عمر"، هذا الى جانب المصاهرة فيما بينهم بحيث يبين إن علاقتهم کانت قوية و راسخة لکل لبيب.

الحقيقة التي يجب أن لانغفل عنها أبدا ونحن نتناول أطراف الحديث عن الإمام علي هي أن همه الأکبر کان الإسلام و المحافظة على وحدة المسلمين فهو عاش مع الصحابة والخلفاء متحدين و متکاتفين مع بعضهم البعض لأن همهم الأوحد کان رضا الله والحفاظ على سلامة و وحدة المسلمين و كل ماتقدم ذكره أردت به توجيه إضاءة لتكون ذات أهمية لكل المختلفين والمتناحرين بشأن الإمام علي وصحابة الرسول الاکرم"ص"، فإننا نخاطبهم بالقول؛ أبعدوا صراعاتكم ومشاريعكم السياسية المشبوهة ومصالحكم الحزبية الضيقة عن الإسلام و الصحابة ولا تفسدوا على الناس إسلامهم ولاتشوهوا سيرة الصحابة ولاتحرفوا علاقاتهم الطيبة والتي هي نموذج للأخوة الصادقة ولاتفتروا على الصحابة و لاتسبوهم ولاتتعرضوا لهم واتقوا الله و اعلموا أن ذلك يؤذي رسول الله و مايؤذي رسول الله يؤذي الله.

علي بن أبي طالب، هذا الرجل الذي قضى حياته کلها من أجل الإسلام و رفعة کلمته، و کان يعتبر وحدة الإسلام و المسلمين فوق کل اعتبار آخر، من الواضح أنه يرفض بشدة مايجري حاليا من مساع ومحاولات مشبوهة من أجل الدس والتفريق بين المسلمين والتشکيك في کل ماکان سائدا في عهده، ولايمکن لمن يعتبر نفسه على خطى ومسار هذا الرجل العظيم، أن يعمل على تفريق کلمة المسلمين و يشق وحدة صفهم، حيث أن الإمام علي قد کان في حياته کلها قدوة و مثلا أعلى في التضحية والإيثار من أجل وحدة المسلمين ولايمکن لمن يعمل خلاف ذلك الإدعاء بأنه يمشي على نهجه.
*العلامة السيد محمد علي الحسيني
الامين العام للمجلس الاسلامي العربي في لبنان.

 


  • المصدر : http://www.mohamadelhusseini.com/subject.php?id=153
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 06 / 24
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19