• الموقع : موقع سماحة العلامة السيد محمد علي الحسيني .
        • القسم الرئيسي : النشاطات العامة .
              • القسم الفرعي : مقالات وأبحاث .
                    • الموضوع : د السيد محمد علي الحسيني يكتب في جريدة النهار اللبنانية عن زايد الحکمة والخير ولن نزايد .

د السيد محمد علي الحسيني يكتب في جريدة النهار اللبنانية عن زايد الحکمة والخير ولن نزايد

ساعات وينتهي عام زايد 2018 ويبدأ "عام التسامح" في الإمارات. هناك مواضيع وأمور عندما يتناولها الکاتب المنصف فإنه يتمکن من سبر أغوارها والوصول إلى عمق مدارکها وجذورها، ولکن في الوقت نفسه هناك مواضيع يجد الکاتب نفسه فيها يقف واجما بين العجز والحيرة، تماما کما هو حالنا الآن عندما صممت للکتابة عن الراحل الکبير، المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، ذلك أن هناك اعتراف يخالجني من أنني لا أستطيع إعطاءه حقه، غير أنه وفي الوقت نفسه فإن ما لايدرك کله لايترك جله والذي حثني وحفزني وشجعني أکثر للکتابة عندما علمت بأن هناك من قد تعرض لحرمة الأموات وهو ما لايجوز شرعا وأخلاقا وعرفا وقيما وآدابا وعادات عربية أصيلة خصوصا وأننا ننتمي إلى مدرسة رسول الأخلاق والمحبة والتسامح والإنسانية محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم ترد السيئة بالحسنة وهكذا علمنا أيضا المغفور له بإذن الله زايد الخير.

ورد في الحديث الشريف عن رسول الله"ص":( اذكروا محاسن موتاكم)، ونحن نتمسك بسنة نبينا ونعمل بها ونطبقها لنتذكر محاسن أمة في رجل اسمه زايد آل نهيان تغمده الله بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته وجزاه الله عن الإنسانية جمعاء، هذا الرجل الذي أثبت إضافة إلى کونه قائدا مخلصا لشعبه وأمينا وحريصا على إحراز التقدم والتطور لبلده، فقد أثبت ومن خلال تتبع سيرته وتاريخه الحافل بالمکاسب والانجازات أنه کان رجل دولة بحق وعندما تجتمع الأمانة والإخلاص والخبرة معا فإنها تصنع بلدا ذو سمعة عالمية کدولة الإمارات العربية المتحدة.
أکثر شيئ لفت نظري وجعلني أشعر بنوع من الهيبة والوقار أمام الراحل الکبير زايد الخير، هو أنني وخلال جولاتي وحضوري للمٶتمرات المختلفة في الاقطار العربية، کنت أصادف عراقيين وسوريين ويمنيين ولبنانيين وفلسطنيين بشکل خاص ومن أقطار عربية أخرى وأجدهم کلهم يترحمون على الشيخ زايد ويتمنون لو کان في بلدهم قائد بمواصفاته ولاسيما من حيث إخلاصه وأمانته وحرصه على شعبه، ناهيك عن أن التجربة الرائدة والغنية جدا في بناء دولة الإمارات وإيصالها إلى مصاف غير عادي من الرقي والتقدم قد لفت ليس أنظار بلدان العالم الثالث وإنما حتى البلدان المتقدمة والمتطورة فصار هناك الکثير من البحوث والدراسات الدولية بشأن الإنجاز الکبير الذي حققه هذا القائد العظيم في مرحلة زمنية قصيرة نسبيا.
من أهم منجزات زايد الخير التي حققت نجاحا باهرا بأنه کان له الفضل الأساسي في توحيد دولة الإمارات وتأسيس أول فيدرالية عربية حديثة غير مسبوقة من نوعها کما أنه تمکن خلال عهده الرشيد خلق ولاء للكيان الاتحادي عوضا عن الولاء للقبيلة أو الإمارة وترسيخ مفهوم الحقوق والواجبات لدى المواطن، وبذلك فقد وضع اللبنات الأساسية لبناء دولة حديثة تقوم على أسس راسخة ولأنه کان قائدا حريصا ومخلصا لشعبه فقد استفاد من تلك القاعدة وبنى عليها دولة الإمارات العربية لتنجح وخلال فترة قياسية بفرض دورها الريادي الرشيد على مستوى المنطقة والعالم ولاسيما من حيث دورها في استتباب السلام والأمن والاستقرار في المنطقة وأن جولاته بين البلدان العربية التي کانت تعاني من خصومة وإشکالات فيما بينها ونجاحه في إيجاد حلول لها وتقريب وجهات النظر وتغليب لغة العقل والمنطق على اللغات الأخرى، جسد من خلالها حکمته ورشادته وحنکته بهذا الخصوص.

زايد الحکمة والخير ولن نزايد

د.السيد محمد علي الحسيني

المصدر: "النهار"

 

https://www.annahar.com/article/918296-%D8%B2%D8%A7%D9%8A%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%AD%DA%A9%D9%85%D8%A9-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AE%D9%8A%D8%B1-%D9%88%D9%84%D9%86-%D9%86%D8%B2%D8%A7%D9%8A%D8%AF?fbclid=IwAR158gEjDPLRzvLeovqvObKv9GmNABZt0KxInPqMT27FcDk7F63ixd1fHuk

 

 


  • المصدر : http://www.mohamadelhusseini.com/subject.php?id=629
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2018 / 12 / 24
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29