بقلم السيد محمد علي الحسيني الذكاء الاصطناعي المحرم
الذكاء الاصطناعي المحرم

السيد محمد علي الحسيني
التكنولوجيا ومنها الذكاء الاصطناعي هذه التقنية الرائعة وُجدت لخدمة الإنسانية وتحقيق الفائدة للبشرية جمعاء، لكنها للأسف سوء استخدامها في بعض المجالات قد يسبب الكثير من الأذى والضرر، وقد نبهنا رسول الرحمة (صلى الله عليه وآله وصحبه الأخيار) من هذا السلوك المنكر بالقول:"رأيت الليلة رجلين أتياني، قالا: الذي رأيته يشق شدقه فكذاب، يكذب بالكذبة تحمل عنه حتى تبلغ الآفاق، فيصنع به إلى يوم القيامة."
استخدام الذكاء الاصطناعي في الكذب وتشويه الحقائق مفسدة عظيمة
لاشك أنه بات هناك بعض الأشخاص الذين يستخدمون الذكاء الاصطناعي في تركيب صور وفيديوهات بهدف التشويه، إثارة الفتن، ونشر الأكاذيب، وهذا أمر خطير للغاية، ولو افترضنا أن النية في بعض الأحيان على سبيل المزاح والتهكم، فإن هذا لا يبرر أبدا ومطلقا استخدام مثل هذه الأساليب التي تؤدي إلى الإساءة وإحداث مفسدة كبيرة في المجتمع. ولاشك أن عواقب هذه التصرفات كارثية تصل إلى حد تدمير البيوت، وقوع الطلاق، أو حتى وقوع جريمة قتل بسبب صورة أو فيديو مفبرك تم تجهيزه بواسطة الذكاء الاصطناعي يظهر الزوج مع امرأة أخرى أو الزوجة مع رجل غريب داخل منزلها.
كما ينتشر أيضًا تركيب صور عارية مزيفة لأناس أبرياء، مما يزيد من حجم الانتهاكات ويؤدي إلى أضرار نفسية واجتماعية جسيمة. الذكاء الاصطناعي أصبح أداة قوية جدًا، ولكن استخدامها في هذا السياق محرم شرعًا وأخلاقيًا بسبب سوء الاستخدام والنتائج الوخيمة التي قد تترتب عليها.
مسؤوليتنا في التصدي لمسيئي مستخدمي الذكاء الاصطناعي
إن خطورة استخدام الذكاء الاصطناعي بما يهتك حرمة الإنسان وكرامته ويقضي على خصوصيات البشر، وتداعيات ذلك على الفرد وصورته وأسرته وانعكاس ذلك على المجتمعات، يجعلنا بل ويدفعنا للتفكير مليا بل والعمل جديا لمواجهة هذا الخطر القادم، ويجب علينا جميعًا أن نكون حذرين وواعين عند التعامل مع هذه التكنولوجيا، وندعو الجميع إلى احترام خصوصية الآخرين وعدم استخدام الذكاء الاصطناعي في ما يضر الناس أو يسيء إليهم.
إن الحفاظ على المجتمع والقيم الإنسانية هو مسؤوليتنا الجماعية، ويجب أن نستخدم التكنولوجيا لما فيه خير ومصلحة للإنسانية، فنحن أمة تدعو للخير والمعروف وقد دعانا الله إلى استباق الخيرات في قوله جل جلاله: "فاستبقوا الخيرات إلى الله مرجعكم جميعا فينبئكم بما كنتم فيه تختلفون".

